تزوير توقيع “أتاتورك”.. متحف “آيا صوفيا” كنيسة أم مسجد؟

جو حمورة

نشر أولاً على موقع المفكرة القانونية

wallpaper-Hagia-sophia-is-a-unique-Turkey-Wallpapers

عند بروز أي نزاع بين تركيا وأحد جيرانها، تطفو بعض الملفات العالقة على العلن. النزاع التركي – الروسي الأخير أعاد إحياء موضوع متحف “آيا صوفيا” التركي، بعدما طالب نواب في البرلمان الروسي بتسليم المتحف الذي كان يوماً الكنيسة الأم للمسيحيين الأرثوذكس، إلى الجانب الروسي[1] . وعلى الرغم من أن هذه الدعوات لم تكن الأولى من نوعها، وتنم غالباً عن عصبوية ونوستالجيا دينية، إلا أن إعادة إحياء الموضوع يتم بموازاة دعوات تركية متصاعدة لتحويل المتحف إلى مسجد، والتي، بدورها، تنم غالباً عن ردات فعل شعبوية ذات منحى انتقامي.

يُعتبر متحف “آيا صوفيا” الأيقونة التراثية والمعمارية والدينية الأشهر الذي يُظهر أبهى حلل ومعالم مدينة إسطنبول. كما يُعطي فكرة لزواره عن جبروت وعراقة الإمبراطوريات التي مرّت على هذه المدينة الضخمة، فيما أنّ انتقال المعلم من كنيسة إلى مسجد، ومن بعدها إلى متحف، تناسب دائماً مع هوية المدينة الدينية والسياسية، وبالتالي مع هوية تركيا ككل.

فيوم كانت القسطنطينية (إسطنبول سابقاً) عاصمة مسيحيي المشرق، كانت “أيا صوفيا” أبرز كنائسها المقدسة، وقد تحوّلت إلى مسجد يوم دخل العثمانيون إليها، لتعود وتصبح متحفاً تحت حكم العلمانيين الأتراك. أما اليوم، فتتصاعد الدعوات للعبث بهوية المتحف مع صعود الإسلاميين في تركيا، وذلك بالاعتماد على حجة قانونية تؤكد أن مرسوم العام 1934 القاضي بتحويل “آيا صوفيا” إلى متحف لم يكن قانونياً، ولم يكن يعبّر عن إرداة باني الجمهورية الحديثة مصطفى كمال “أتاتورك”.

الحكمة المقدسة”… الحلم الذي أصبح كنيسة ثم مسجداً

من الصعوبة تصوّر حاكم ناجح من القرون الماضية دون وجود مشاريع قام بتنفيذها في عهده. فلا الجاه ولا التيجان يخلّدها التاريخ أو يحفر أسماء حامليها فيه. لا يكترث التاريخ مطولاً للضحايا أو للأبطال، للخونة أو للجزارين، فكل ما يبقى من أعمال رجال الماضي هو ما دُوِّن في الكتب عنهم، أو ما حملته اللوحات الرخامية من أسماء على مداخل المشاريع الكبرى.

هذه المشاريع لا تأتي من عدم، إنما، غالباً، من أحلام أصحابها. يتحوّل بعضها الى حقيقة تدوم لأجيال لاحقة، أما التي لا يُكتب لها النجاح، فتخلد قليلاً على وسادة الزمن وتبقى فكرة تنتظر من يعيد إيقاظها. عام 360، كانت المسيحية قد بدأت انتشارها الواسع على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، فأراد الإمبراطور الروماني “قسطنطين” إقامة كنيسة ضخمة للدين الجديد؛ فلا استمرارية للإمبراطوريات إن لم يكن فيها إقرأ المزيد

بعضٌ من أدب كمال جنبلاط

جو حمورة

فيما يلي نصّان: الأول، نصٌ لآخر كلمات كمال جنبلاط دوّنها قبل مماته في 16 آذار 1977. والثاني، شعرٌ للجزء الأخير من قصيدة له تدّعى ربيع توبة القلوب

** * **

آخر كلمات كمال جنبلاط

هناك سنة لا أعرف تاريخًا يحدّ أطرافها ولا ألمح مسافات بين الماضي والمستقبل، ما أعرفه أني أحيا الأعراس، وأوقد الحطب، وأعدّ نقط الدم، وأمشي في جنازتي مرات كل أسبوع.. منذ ذلك التاريخ أحضروا إسمي وعنواني فبصّقوا عليهما، وحين لبسوا الأقنعة تداعت في سجلاتي خرائبُ وطنٍ رسَم “هولاكو” قبر اّخرته حين جاءه.

سألوني حين وقفت في زنزانتهم عن إسمي وعنواني ودربي، تداركت هذه الأقانيم الثلاث فسكتت، قبل أن يتحول تفكيري الى ممارسة، وهم يهزون بنادقهم وسكاكينهم أمام عينيّ ليقتلوا أقانيمي، وفي ظنِهم أني سأموت وحيدًا دون إحتضار.

ذبحوا واحدًا أمام عينيّ، كان خروفًا ينتظر سكين الجزار، حملوا دمَه اليّ وقالوا سنحمل دمك الى غيرك إن لم تتكلم، قلت: “وماذا أتكلم ! سأذبح في صمتي وفي حديثي”.

كمال جنبلاط (1917-1977)

كمال جنبلاط (1917-1977)

ربيع توبة القلوب

حنانيك مولاي،

أفرغ قطرةً من كأس جوهر فراغك

وأطلق قبسًا من شعلة قدسّك

لكي نرتوي،

ولكي يخفّ بنا ثقل التراب

فندخل في الموت الحقيقي

الذي هو إشراق نور الحياة

بل هو قيامة الأبرار جميعهم

فيّي

في هَول الشهُب.

***

مولاي،

ربيعنا يمضي

كالفصول مع الفصول.

أما ذاك الربيع،

فلا تبصره العيون

ولا تغمض عنه جفون العقل

ولا تغرب فيه شمس الأزل.

هو ربيعك مولاي

وليست روحي سوى زهرةً

تفتقت من التراب

في مسيرة ربيع أقدارك.

** * **

يُمكن الإستماع الى ما ورد على اليوتوب: آخر كلمات كمال جنبلاط،، والجزء الأخير من ربيع توبة القلوب.

كما تجدر الإشارة الى أن نص “آخر كلمات كمال جنبلاط ” غير وارد على الإنترنت كتابةً.

—————————-

العودة الى الصفحة الأساسية