بعضٌ من أدب كمال جنبلاط

جو حمورة

فيما يلي نصّان: الأول، نصٌ لآخر كلمات كمال جنبلاط دوّنها قبل مماته في 16 آذار 1977. والثاني، شعرٌ للجزء الأخير من قصيدة له تدّعى ربيع توبة القلوب

** * **

آخر كلمات كمال جنبلاط

هناك سنة لا أعرف تاريخًا يحدّ أطرافها ولا ألمح مسافات بين الماضي والمستقبل، ما أعرفه أني أحيا الأعراس، وأوقد الحطب، وأعدّ نقط الدم، وأمشي في جنازتي مرات كل أسبوع.. منذ ذلك التاريخ أحضروا إسمي وعنواني فبصّقوا عليهما، وحين لبسوا الأقنعة تداعت في سجلاتي خرائبُ وطنٍ رسَم “هولاكو” قبر اّخرته حين جاءه.

سألوني حين وقفت في زنزانتهم عن إسمي وعنواني ودربي، تداركت هذه الأقانيم الثلاث فسكتت، قبل أن يتحول تفكيري الى ممارسة، وهم يهزون بنادقهم وسكاكينهم أمام عينيّ ليقتلوا أقانيمي، وفي ظنِهم أني سأموت وحيدًا دون إحتضار.

ذبحوا واحدًا أمام عينيّ، كان خروفًا ينتظر سكين الجزار، حملوا دمَه اليّ وقالوا سنحمل دمك الى غيرك إن لم تتكلم، قلت: “وماذا أتكلم ! سأذبح في صمتي وفي حديثي”.

كمال جنبلاط (1917-1977)

كمال جنبلاط (1917-1977)

ربيع توبة القلوب

حنانيك مولاي،

أفرغ قطرةً من كأس جوهر فراغك

وأطلق قبسًا من شعلة قدسّك

لكي نرتوي،

ولكي يخفّ بنا ثقل التراب

فندخل في الموت الحقيقي

الذي هو إشراق نور الحياة

بل هو قيامة الأبرار جميعهم

فيّي

في هَول الشهُب.

***

مولاي،

ربيعنا يمضي

كالفصول مع الفصول.

أما ذاك الربيع،

فلا تبصره العيون

ولا تغمض عنه جفون العقل

ولا تغرب فيه شمس الأزل.

هو ربيعك مولاي

وليست روحي سوى زهرةً

تفتقت من التراب

في مسيرة ربيع أقدارك.

** * **

يُمكن الإستماع الى ما ورد على اليوتوب: آخر كلمات كمال جنبلاط،، والجزء الأخير من ربيع توبة القلوب.

كما تجدر الإشارة الى أن نص “آخر كلمات كمال جنبلاط ” غير وارد على الإنترنت كتابةً.

—————————-

العودة الى الصفحة الأساسية