تعريب: لما داغر
بحث: جو حمورة
لغة الأعاصير
كلّ يوم، أستخدم لغة الأعاصير المجنونة.
أقول جنون الرياح المتضاربة.
كلّ ليلة أستخدم لهجة المطر الغاضب.
أقول غضب فياضانات الأنهر.
كلّ ليلة أخاطب جزر الكراييب بلغة عاصفة هستيرية.
أقول هستيريا البحر الهائج.
لغة الأعاصير. لهجة الأمطار. خطبة العواصف. دوّامة هي دورة الحياة.
جوهرياً، الحياة ميلٌ إلى المحرّم. إلى شيءٍ. إلى شخصٍ. إلى ذاتي. نحو النضج حيث لقاء القديم بالجديد، الموت بالحياة. وعلى كلّ امرئ، لتحقيق ذاته، أن يبحث عن نصفه الآخر، بحثٌ ممزوجٌ مع حاجة لجوجة وسعيٍ ورغبةٍ لا متناهية.
بعض الكلاب تمضي- كثيراً ما تملّكني هاجز الكلاب المتشرّدة – تلاحق بنباحها ظلّ المرأة المنشودة؛ صورة الرجل الذي أبحث عنه؛ تلاحق قريني؛ وضوضاء الأصوات الهاربة لسنوات عديدة، لدهور.
رحلت المرأة من دون ضجة. وقلبي أضاع النغم. لم يساعدني رجلٌ. لقد سبقني نصفي الآخر. عواءٌ فظيع في الليل مع صوت أكورديون مكسور.
عندئذٍ صرتُ عاصفة من كلمات تخترق نفاق الغيوم وكذب الصمت.
الأنهر، العواصف، البرق، الجبال، الأشجار، الأنوار، الأمطار، المحيطات المهجورة. خذيني!
مجرّد لمسة من الشفافية تلدني من جديد.
تجعلني أقبل الحياة. الجهد، قانون النضوج الذي لا ينضب، التناضح والتعايش. خذيني!
مجرّد صوت خطى، نظرة، صوتٌ يرتجف، يكفيني لأكون سعيداً بأمل قدرة الإنسان على الاستيقاظ… خذيني!
لأنني لا أحتاج إلاّ للقليل، لأقول أنّ النسغ يجري في مفاصل العمود الفقري الكوني.
لغة الأعاصير. لهجة الأمطار. خطبة العواصف. أقول انسياب الحياة في دوّامة .
** * **
فرانك إيتيان: هو شاعرٌ، رسام، روائي، موسيقي وكاتب مسرحي من هايتي، يكتب باللغة الفرنسية ولغة الكريول الهايتية، ولد في 12/4/1936 في منطقة رافين – سيش، وأسس مع آخرين تيار أدبي يدعى “spiralism”، نشر الشعر لأول مرة في العام 1964 ومن حينها أنتج عشرات الأعمال. يتميز بمواقفه وأفكاره المناهضة للطغاة، ورُشح للحصول على جائزة نوبل للآداب عام 2009.
————————
يمكن الإطلاع على القصيدة باللغة الفرنسية: هنا