” الضوء على التلّ”: خطاب لرئيس الوزراء الأسترالي بن شيفلي


ترجمة: ميراي صعب

بحث: جو حمورة

ألقى رئيس الوزراء بن شيفلي هذا الخطاب في مؤتمر حزب العمّال عام 1949. على مرّ السنين تردّد صدى عبارة “الضّوء على التلّThe light on the hill”  ولخّصت بذلك فلسفة العمل وأهداف حزب العمال الأسترالي.

 ****

كان لي شرف رئاسة حزب العمال لمدّة أربعة سنوات تقريبًا. لم تكن فترات سهلة كمالم تكن بالمهمّة السّهلة. هو عمل خُلق للأقوياء ولم أكن لأستطيع القيام به لو لم يكن بهدف مساعدة زملائي وأعضاء هذه الحركة.

لا أي وزير عمل ولا أي قائد لديه عملًا سهلًا على الإطلاق. المهمّة الملحة التي تقف وراء حركة العمل تدفعه إلى القيام بأعمال وخلق ظروف جديدة وإعادة تنظيم إقتصاد الوطن وتعني أيضًا أنّ الأشخاص الذين يعملون داخل الحركة، الأشخاص القادة، لا يمكن أبدًا أن تكون مهمّتهم سهلة. وظيفة الأنجيلي ليست سهلة أبدًا.

يد العمال

يد العمال

بسبب عجلة الحظّ، اكتسبنا أنا ورئيس الوزراء (ميستر ماك غيرر) بعض الشهرة في حركة العمال. ولكن قوة الحركة لا تعتمد علينا. نحن قد نضع خططًا ونمرر تشريعات لمساعدة وإدارة اقتصاد البلد. ولكن تحقيق أماني الشعب يأتي من جذور حركة العمل ومن الأشخاص الذين يؤيّدونها.

لما كنت جالسًا في إحدى إجتماعات حركة العمال مع عشر أو خمسة عشر رجل عندها وجدتُ رجلاً بالقرب منّي كان يعمل فيها لأربعة وخمسين سنة. لا يساورني الشكّ أبدًا أنّ العديد منكم يفعل بالمثل غير آملٍ في أيّ منفعة من الحركة، غير متأمّل بأي مكاسب  شخصيّة، ولكن لأنّكم تؤمنون بأنّ الحركة تمّ بناؤها من أجل تحسين ظروف الشعب. ولذلك فإن نجاحها في الانتخابات المقبلة تعتمد إعتمادًا كلّيًّا، كما كانت دومًا، على الأشخاص الذين يعملون من أجلها.

أحاول التفكير في عمل الحركة، ليس كإضافة ستة بنسات في جيب أحدهم، أو تنصيب أحدهم رئيسًا للوزراء، ولكن كحركة تؤمّن الأفضل للشعب، تحسين مستويات العيش، وسعادة أكبر للجماهير. لدينا هدف كبير: الضّوء على التلّ، وإنّنا نسعى للوصول إليه عبر العمل على تحسين حياة الناس، ليس هنا فقط، إنّما في أيّ مكان نستطيع فيه أن نمدّ يد العون. وإن لم يكن من أجل هذا الهدف فإن حركة العمال لا تستحق النضال من أجلها. إذا كان بإمكان الحركة أن تجعل حياة أحدهم أكثر راحة، أن توفر لبعض الأباء والأمهات إحساسًا كبير بالثقة من أجل اطفالهم، إحساسًا بأنه إذ انوجد الإكتثاب انوجد العمل تجاهه، وأن تبذل الحركة كلّ ما في وسعها عندها تكون حركة العمال مبرّرة تمامًا.

ذلك لا يعتمد على أشخاص مثلي ممّن لديهم قصورهم. إنّني آمل فقط أنّ يستمر كرم ولطف وصداقة كلّ من زملائي في حركة العمال تجاه العمل وأن يضيفوا حيويةً عليه.

****

جوزيف بنديكت شيفلي أو بن شيفلي، هو سياسي أسترالي، رئيس حزب العمال الأسترالي ومن ثم رئيس الحكومة الـ 16 للدولة الأسترالية، توفي عام 1951.

—————————–

يمكن الإطلاع على الخطاب باللغة الإنكليزية: هنا 

العودة الى الصفحة الأساسية

Leave a Comment